" المسلمون في العالم "
جزر القمر
الموقع الجغرافي
جمهورية جزر القمر الاتحادية الإسلامية، أرخبيل من الجزر يقع بين قارة إفريقيا ومدغشقر، أطلق العرب تسمية جُزُر القمر على هذه الجزر في أوائل القرن الثاني الهجري، وأرجع البعض سبب التسمية إلى أن الرحَّالة العرب العائدة أصولهم إلى اليمن هبطوا على ساحل الجزر وكان القمر بدرًا فأسمَوها جزر القمر، ويقول آخرون إن سبب التسمية يعود إلى أن هذه الجزر تشبه القمر في شكلها.تبلغ مساحة جزر القمر 1.862 كيلو متر مربع و تعد ثالث أصغر دولة إفريقية من حيث المساحة وعدد سكانها حوالي 800 ألف نسمة ..وتبلغ نسبة المسلمون 86% من عدد السكان، لغتها الرسمية العربية، والفرنسية، واللغة القمرية ، وهي خليط من اللغة العربية والسواحلية، عملتها الرسمية الفرنك القمري، وأهم مدنها: موروني العاصمة ، استقلَّت جزر القمر عام 1975م بعد احتلال فرنسي دام 150 عاما، وتحتفل بالعيد الوطني يوم السادس من يوليو، وانضمَّت إلى جامعة الدول العربية في عام 1993م.
وتمتاز جزر القمر بالتنوع الثقافي والتاريخي، حيث تألفت من ملتقى العديد من الحضارات وايضا باعتدال طقسها طيلة أيام السنة وغاباتها الاستوائية الكثيفة الزاخرة بالنباتات النادرة والزهور العطرية، ومرتفعاتها الجبلية التي يصل ارتفاع بعضها إلى 3400 متراً، كما تمتاز بشواطئها البيضاء التي تزداد جمالا وسحرا في الليالي الصافية المقمرة.
المقومات الطبيعية في جمهورية القمر ما زالت بكراً وتتراوح ما بين شواطئ ومرتفعات وغابات خضراء وطقس معتدل في معظم أيام السنة، حيث تتراوح درجات الحرارة ما بين 2-35 درجة مئوية ومناخها الاستوائي ممطر موسمي، وموارد جمهورية القمر الطبيعية تتمثل في صيد الأسماك، وتربية الماشية وزراعة الموز والأناناس والبن والكاكاو والفانيليا والقرنفل وخلاصات العطور، حيث تشتهر جزر القمر بأنها موطن لمجموعة من النباتات والأزهار النادرة التي تُستخلص منها خلاصات أفخر أنواع العطور والتي تشكل جزءاً كبيراً من منتجاتها، وتُعتبر من أهم المصادر للانتاج العطري في فرنسا
استقبال رمضان
يترقب الناس في جزر القمر رؤية هلال رمضان بفارغ الصبر، وعند إعلان انتهاء شهر شعبان، تبدأ ملامح الدنيا تتغير وتتبدل وتأخذ الطابع الروحاني، تلاحظ البهجة والسرور على وجه كل مسلم، وترى الألسن تتبادل التهاني بحلول هذا الشهر الفضيل، وتشاهد أروع وأجمل آيات الحب والإخاء بين المسلمين.
يستعد المسلمون في جزر القمر لاستقبال شهر رمضان بدءًا من بداية شهر شعبان؛ حيث يعدون المساجد،منهم من يقومون بترميمها ليظهر بطابع جديد، ومنهم من يقومون بطلاءها بأجمل الألوان مع تزينها بأروع السجادات أو يغيرون المصابح القديمة بالجديدة كما أنّهم ينظمون الرفوف حيث توضع المصاحف لتكون جاهزة للذين يعمرون المساجد بالصلاة وقراءة القرآن الكريم.
اما على الجانب الرسمي يبدأ استقبال الشهر المبارك بصدور قرارات تؤخذ من قبل الحكومة بإغلاق جميع الكازينوهات الليلية التي اجدها المستعمر الفرنسي.. كما يتم تخصيص مساحات واسعة من البث الإذاعي والتليفزيوني للبرامج الدينية والدعوية
في رمضان
يتخذ رمضان في جزر القمر طابعاً خاصاً، فيكثر الناس من الصيام والصلاة في المساجد استعداداً لاستقبال شهر رمضان, وفي اليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان يتحرى أهل جزر القمر هلال رمضان، وفور إعلان ثبوته يؤدون صلاة التراويح في المساجد، ومن أهم العادات الرمضانية في جزر القمر توجّه السكان إلى السواحل البحرية ليلة رمضان, حاملين المشاعل التي تتلألأ على مياه الشواطئ مع ترانيم الطبول إيذانا بقدوم رمضان، ويواصلوا السهر حتى يتناولون السحور. كما أنهم يوقدون المصابيح من أول ليلة من شهر رمضان, فتعمر المساجد بالصلوات, وتصدح بالأناشيد والتلاوات, وتزداد توزيع الصدقات, ويكثر بين الناس فعل الخيرات.ويواظب العديد من الناس في جزر القمر على الإفطار في المسجد, فتراهم قبل موعد الإفطار يحملون أكلهم ويتجهون إلى المساجد, ويهيئون مائدة إفطار جماعي مكون من أطباق مختلفة, فيتبادلون الأكل مع بعضهم في جو من التآخي والرحمة، ولا ينسوا نصيب الفقراء على مائدتهم.
اهلنا في جزر القمر يقبلون على المساجد من أجل الصلاة أو سماع الدروس الدينية التي تحرص المساجد على زيادة جرعتها خلال شهر رمضان. ومن التقاليد الإسلامية التي يواظب عليها أهل جزر القمر الاعتكاف في المساجد خاصة في العشر الأخير من رمضان؛ فلا يخلو مسجد ممن يعتكف فيه. كما تواصل المساجد في جزر القمر ختم القرآن الكريم في صلاة التراويح حيث يحرص القمريون على أداء هذه الصلاة التي تبلغ 20 ركعة...... ومن أهم الأطعمة على مائدة الفطور في جزر القمر هو شربة سواء من طحين الأرز أو ذرة وكذلك الشاي، كما تجد على مائدة الفطور لدى بعض الأسر بعض المشويات كالمنيوك والبطاطس والموز الأخضر بحيث تؤكل مع اللحم أو السمك المشوي أو المقلي.
في رمضان يتحول شعب جزر القمر المسلم الى اسرة واحد يجمعها نداء الأذان بالصلاة، ويجمعها الحب والتآلف على مأدبة الإفطار، ومع أذان المغرب يخرج أبناء الجزر من كل حدب وصوب ، يتجهون إلى المساجد لأداء الصلاة التي يحرصون عليها، وبعد العودة من أداء الصلاة يبدأون بتناول الإفطار، وعادةً ما يتكون من وجبة خفيفة تختلف من منطقة ، وبعدها يذهبون لأداء صلاة العشاء و التراويح وعقب الصلاة يجتمع أبناء القرية وشبابها وشيوخها في حلقات يستمعون فيها إلى بعض الدروس والمحاضرات الدينية التي عادةً ما تدور حول فضائل الشهر الكريم وآداب الصوم.
معالم اسلاميه في جزر القمر ...... مسجد الجمعة
من بين الأبنية البيضاء وأشجار جوز الهند التي تغطي معظم مساحات الجزيرة يبرز مسجـد "الجمعة" الكبير بأروقته وأقواسه البديعة ومئذنته ذات المقطع المربع، وحينما ينطلق من أرجائه صوت الأذان يبدو هذا المشهد فريدا في هذه البقعة النائية من العالم التي تتسم بوداعة لا مثيل لها، إنها واحدة من المشاهد المهمة التي تختصر جانباً من تاريخ طويل بنى خلاله العرب والمسلمون القادمون من خلف البحار فصلاً من فصول تاريخ وحياة هذه المنطقة البعيدة.تتباين الآراء حول تاريخ هذا المسجد الأقدم والأبرز في جزر القمر، والذي تبرزه كل وسائل الإعلام التي تزور الجزيرة، إلا أن الاكثر يتفق على أقل تقدير مرور قرن ونيف على بنائه، في حين يتحدث البعض عن سبعة قرون منذ بنائه، أيا كانت صحة التقديرات، فإن كل ما في المسجد الجامع من تفاصيل يشي بقِدم تاريخ التواصل العربي والإسلامي، وهو ما يؤكده الطابع العربي في بنائه وبناء غيره من المساجد في أنحاء الأرخبيل الكبير
المساجد في جزر القمر ليست للصلاة فحسب، بل هي مكان للدراسة وحفظ القرآن وتعلم الفقه، لقد تعود القمريون على إرسال أبنائهم إلى المساجد والخلاوي المنتشرة في كل مكان في طول الجزيرة وعرضها، حيث يتعلم الأولاد والبنات القرآن الكريم واللغة العربية وبعض مبادئ الحساب، وهذا ما يحدث أيضاً في الأكواخ المبنية من الصفيح بدلاً عن المساجد.
تعليقات
إرسال تعليق