رمضان في جمهورية أوزبكستان

برنامج " المسلمون في العالم "

اوزبكستان


علم جمهورية أوزبكستان
     الموقع الجغرافي  
هي أكبر دولة سكاناً، في وسط آسيا . عاصمتها طشقند. ومن أهم مدنها سمرقند. وهي إحدى الجمهوريات الإسلامية ذات الطبيعة الفيدرالية ضمن الجمهوريات السوفياتية السابقة. وتضم جمهورية أوزبكستان جمهورية قراقل باك. كما تضم أقاليماً لها حكم ذاتي يبلغ عددها تسعة أقاليم. منها أقاليم لها شهرة عريقة في تاريخ الإسلام. فمنها بخاري وسمرقند وطشقند وخوارزم ولغتها الرسمية هي الأوزبكية كما أن جميع الشعب يجيد الروسية
تحدها كازاخستان من الشمال ومن الغرب. وتركمانستان من الجنوب وقرغيزيا وطاجكستان من الشرق. وكلها جمهوريات إسلامية.
تبلغ مساحة جمهورية أوزبكستان  447,400كم2 ، وسكانها حوالي 20 مليون نسمة    

 
خريطة جمهورية اوزبكستان

تاريخ الاسلام في اوزباكستان       

    وصل الإسلام اوزباكستان بعد فتح بلاد الفرس وهي دولة من دول مايعرف ببلاد ما وراء النهر وانتشر بالاخلاق السمو التي وصى به الناس ....والتزم المجتمع بعد الدخول الطوعي في الاسلام بالالتزام بأركان الإسلام وفرائضه، بما فيها الشهادة والصلاة والصيام والزكاة والحج،. وتعتبر أوزبكستان خاصةً وما وراء النهر عامةً إحدى المناطق الأكثر شدة بالحرارة في المعمورة؛ حيث تصل درجة الحرارة في فصل الصيف إلى أربعين درجةً وأكثر.، ومنذ استقلالها عن الاتحاد السوفيتي السابق في ديسمبر 1991م، كان للدين دوره البارز في عملية تكوين الأمة في أوزبكستان. فالحكومة اليوم تتبنى الإسلام كتراث وطني وتوجيه أخلاقي

حين استولت روسيا  على ما وراء النهر في نهاية القرن(19)، عملت على طمس الاسلام من صدور المسلمين لكنها لم تستطع اذ ظل المسلمون يمارسون طقوسهم بسرية تامة كما بقيت المساجد والمدارس والهيئات الدينية الأخرى كما كانت بسبب صمود أهالي هذه البلاد في وجه القيصرية.

منذ ألاستقلال صار المسلمون يتمتعون بحرية أداء الطقوس الدينية والحمد لله، وأُعِيد فتح كافة المساجد والمدارس التي قام المسلمون بترميمها بسرعة وأنشئوا المزيد منها.

يتجلى الشعب الاوزباكستاني بالتسامح والنظام الفريد في التعايش بين عدد غير قليل من العرقيات في توائم وانسجام فأغلبية الشعب من المسلمين وهناك اصحاب دينات اخري ولكن الجميع تجمعهم روح المواطنه ورمز الدولة وتهتم الدولة بمدنيتها مع الالتزام بانها دولة مسلمة  ، فهناك اكثر من اربعة الاف مرسوما يخص الدين الاسلامي من تكفل الدولة برحلة الحج والعمرة او الاعياد وغيرها الكثير .

الجامعة الاسلامية بطشقند ومعهد الامام البخاري من اهم مصادر  الدعاة والوعاظ  حيث يتم تأهيلهم ليقوموا بدورهم في الدعوة الى الله كمنبع تميزت به اذ قدمت اوزباكستان علماء أثروا على الثرات الإسلامي بجهدهم، كان منهم الإمام محمد بن اسماعيل البخاري ومحمد بن موسى الخوارزمي وابو الريحان البيروني واحمد بن شعيب النسائي وأبو القاسم محمود الزمخشري وابو عيسى محمد الترمذي وغيرهم العديد من أعلام الثراث الإسلإمي. 
           

    الاستعداد لرمضان

المعروف أن شهر رمضان المُبارَك يصادف فصل الصيف في بعض الأحيان طبقًا للتقويم الهجري وهو ما يصادف الحرارة الشديدة، لكنَّ مسلمي أوزبكستان لا يمتنعون عن الصيام.

منذ أن يعلن أول أيام رمضان المعظم يبدأ العمل الجاد لاستقبال هذا الشهر الكريم، فيبادر الأوزبك بصناعة طعام مخصوص لأول ليلة وبعض أنواع من الحلوى، ويتبادل الأهل والجيران هذا الطعام والحلوى استعدادًا لسحور أول ليلة من رمضان.           
   

في رمضان

منذ اليوم الأول يبدأ الاستعداد لموائد الإفطار، فيدعون بعضهم البعض لحفلات إفطار مبالغ فيها إلى حد لا نستطيع وصفه، حيث يتوافد الضيوف على صاحب الدعوة قبيل المغرب، وهو قد استعد لذلك بتوفير طاقم خدمة من أهله وأقاربه، وهم في خدمة الضيوف، ولا يجلسون معهم على الإفطار، فهم واقفون لخدمة الضيوف،  حيث لا يوضع الطعام كله في وقت واحد، حيث يبدءون مثلاً بالسلطة لجميع الحضور، وبعد الانتهاء من السلطة يجمعون جميع الأطباق استعدادًا للقادم، وتأتي بعد ذلك الشوربة مع قليل من الخبز والزبيب، وعند الانتهاء يأتي الثالث طعام يسمى السمسا، وعند الانتهاء يستعدون للرابع، ثم فترة راحة لصلاة المغرب، يعقبها الطعام الأساسي المعد لحفل الإفطار، كل ذلك وأصحاب البيت في حالة طوارئ لخدمة الضيوف، وأباريق الشاي الأحمر والأخضر في طابور دائم لا ينقطع، حيث يتزامن الكل مع شرب الشاي، كل ذلك وصنوف من الفاكهة موضوعة على المائدة لا تنقطع، وهناك من الخدمة من هم مسؤولون عن تنظيف الموائد أولاً بأول حتى إذا انتهى من الطعام أو الشراب يؤتى بغيره.

وعند نهاية الإفطار يقوم المدعوون برفع الأيادي إلى الله العلي القدير بالدعاء لأهل البيت  بالمغفرة والرحمة والعافية.           
    يأتي رمضان ليذكر مسلمي هذه المنطقة بعظمة تاريخهم وحضارتهم، فيهبوا ملبين دعوة أجدادهم العلماء، فتمتلئ المساجد عن آخرها، ويفترشون الطرقات التي طالما سار فيها علماؤهم، ونشروا فيها العلوم بشتى أنواعها، وتستشعر في صلاتهم وترتيلهم لآيات الذكر الحكيم أنهم أهل هذا القرآن وخاصته، رغم أنهم بعد الصلاة لا يستطيعون التحدث إليك بكلمة عربية واحدة، لكنهم يتقنون قراءة القرآن.           
    كذلك يحرصون على صلاة التراويح التي تقام في كل المساجد ، ويصلونها عشرين ركعة غير ما هو سائد في البلاد العربية، من أنها إحدى عشرة ركعة، ويحرصون جدًا على التزاور وتقديم الصدقات وتجهيز الموائد على رأس الطرقات انتظارًا للفوز بإفطار صائم، وتجدهم يتسابقون في ذلك، ومهما كان منصبك ووجدت في وقت الإفطار قريبًا من موائدهم، فلابد عليك أن تلبي دعوتهم، ومن تمام كرمهم يصر أغلبهم على تناول الإفطار مع ضيوفهم.

 صلاة التراويح في جمهورية اوزبكستان خلال شهر رمضان المبارك

وبعد الانتهاء من الطعام وصلاة التراويح تعقد جلسات للسمر يجتمع فيها الكثير يتجاذبون فيها أطراف الحديث حول تاريخ الأجداد، وكم كانت بلادهم محط رحال طلبة العلم من كل مكان، ويتشاورن في كيفية إعادة هذا التاريخ، وتربية جيل يشبه البخاري وابن سينا والزمخشري وغيرهم.

كذلك تنشط الجمعيات والهيئات الخيرية الإسلامية في هذا الشهر المبارك؛ فتقوم بتنفيذ العديد من المشاريع الإغاثية والإنسانية المتمثلة في إفطار الصائم، وكسوة العيد، ومد يد العون والمساعدة لأيتام المسلمين.

ويختار كثير من المسلمين الملتزمين شهر رمضان موعدًا لأداء الزكاة، ويُكثرون فيه من الصدقات، وأغلبهم يوزع زكاته بنفسه، في حين يؤديها البعض عن طريق الجمعيات والهيئات الخيرية الإسلامية، كما أن هناك من يدفعها لمرتادي منازلهم من الفقراء، وتُؤدَّى زكاة الفطر بنفس الطريقة أيضًا.           
    وما اجمل ان يكون الانسان في رمضان المبارك بين هذا الشعب المسلم حيث الاسواق التي تعج بالرواد وبالحلوي الرمضانية وصلاة التراويح في كل المساجد وبعادة يتمسك بها هذا الشعب من الافطار الجماعي فلا يمكن ان تفطر اسرة واحدة في بيتها بل يخرج الجميع ليتناولون الافطار في جماعات .

اوزباكستان هي الدولة الناهضة التي تزخر بالصناعات والعلوم الحديثة كما تهتم الدولة بالفنون الراقية ايمانا منها في ان الفن الراقي يسهم في بناء الشخصية السوية واخيرا هي دولة من الدول القليلة في العالم التي تزخر بامهات المخطوط العربية في معهد البيروني للمخطوطات والذي اعتبرته اليونسكو مركزا للتراث العالمي .

مسجد الجامع بسمرقند

تعتبر العمارة الإسلامية من أهم المجالات التي تفوّق فيها المسلمون على مر العصور, وتعتبر مدينة سمرقند من المدن الإسلامية التي تتميز بعمارتها الإسلامية المتميزة، وبطابعها الخاص.
اشتهرت مدينة سمرقند بالنهضة المعمارية التي ما لبثت أن ترامت إلى آذان البلاد من حولها، فكانوا يقومون بالرحلات لمشاهدة جمال وروعة أبنية هذه المدينة، مما جعل هؤلاء القادمين سواء للزيارات الرسمية أو الترفيهية يقدمون للتاريخ شهاداتهم على فن العمارة بسمرقند.
ومن أهم معالم سمرقند الأثرية التي تشهد على تاريخ المسلمين في سمرقند المساجد الكثيرة التي حول بعضها إلى متحف لتاريخ الفن والحضارة في أوزبكستان، ومن هذه المساجد:
- المسجد الجامع: الذي شيد في أواخر القرن الرابع عشر في شرق ميدان ريكستان، ويطلق عليه اسم مسجد بيبي هانم، زوجة تيمورلنك الكبرى، ويذكر أن تيمورلنك هو الذي وضع أسس المسجد في أعقاب حملته الناجحة على الهند.
يعتبر مسجد بيبي هانم القوام الانشائي الواضح من المعالم الاسلامية الظاهرة للمشاهد بلونه الجذاب في مدينة سمرقند الأوزبكستانية في آسيا الوسطى، وهو يشغل أهمية كبيرة ومؤثرة في مجمل الفعاليات الأساسية، التي وسمت المشهد المعماري لمدينة سمرقند.
وتعود فترة تأسيس هذا الجامع الكبير في سمرقند الاسلامية الى عام 1399م وتم تشييده بأمر مباشر من الأمير تيمور لنك بعد ان عاد مظفرا من احدى غزواته الموفقة في القارة الهندية، وحاملا في الوقت نفسه غنائم تلك الحملة وأسراها الذين قدر لبعضهم أن يشاركوا في بناء وتزيين هذا الصرح المعماري الاسلامي وقد تابع الامير نفسه عملية عمران المسجد الجامع بشكل دوري ومستمر مكرما لجهود معمارية وفنية مستخدما مختلف انواع المناشدة والتشجيع من اجل ان تأتي العمارة الاسلامية بأحسن صورة وادق زخرفة وأوسع مقياسا وأكثر استيعابا.
وبعد مرور خمس سنوات من العمل الدؤوب والمستمر والضخم الذي اشترك في تنفيذه عمال وفنيون مهرة من مختلف الحواضر الاسلامية اكتمل بناء الجامع وتم افتتاحه للمصلين عام 1404م، ودعاه سكان مدينة سمرقند وضواحيها باسم مسجد بيبي هانم زوجة الأمير تيمور
* الصور من الانترنت           

تعليقات