رمضان في ايطاليا

" المسلمون في العالم "

ايطاليا


    الموقع الجغرافي 


الجمهوريّة الإيطاليّة  هي دولة تقع جزئيًا في جنوب أوروبا في شبه الجزيرة الإيطالية وأيضًا على أكبر جزيرتين في البحر الأبيض المتوسط: صقلية وسردينيا. تشترك إيطاليا في الحدود الشمالية الألبية مع فرنسا وسويسرا والنمسا وسلوفينيا. بينما يوجد داخل الأراضي الإيطالية دولتان مستقلتان هما مكتنفا سان مارينو ومدينة الفاتيكان، . تغطي الأراضي الإيطالية مساحة 301,338 كم2 . ويسكنها  60.2 مليون نسمة وهي سادس دولة من حيث عدد السكان في أوروبا، وتحل في المرتبة 23 بين الدول الأكثر سكانًا في العالم.

 العاصمة الإيطالية هي روما التي ظلت لقرون عديدة المركز السياسي للحضارة الغربية باعتبارها عاصمة للإمبراطورية الرومانية............. من أهم المدن "روما" العاصمة ومدينة "تورينو" قلعة الصناعة الإيطالية، وكذلك مدن "ميلانو" و"فلورنسا" و"فينيسيا" التي عرفها العرب باسم "البندقية" وأيضًا مدينة "نابولي".

تاريخها الاسلامي

في ايطاليا مليون مسلم في إيطاليا ويشكلون 1.6% من السكان، على الرغم من أن الحاملين للجنسية الإيطالية منهم هم 50,000 فقط. تشير تقديرات مستقلة إلى أن تعداد السكان المسلمين في إيطاليا حوالي 1.5 مليون نسمة.           
    لا تعتبر البلاد الإيطالية غريبةً عن الإسلام؛ فقد خضع بعضٌ منها ذات مرة للسيادة الإسلامية؛ حيث كانت جزيرة "صقلية" تابعةً للدولة الإسلامية في فترة من فترات التاريخ الإسلامي الباهر، ، كما أنَّ عادات المجتمع الإيطالي تأثرت بالعادات العربية والاسلامية- على الرغم من الطابع الغربي لها... فهي تقترب من عادات المدن الساحلية العربية، مثل مدينة "الإسكندرية" المصرية ومدينة "سوسة" التونسية، بالإضافة إلى تواجد العديد من الجنسيات العربية والإسلامية التي تعيش على الأراضي الإيطالية.

 على الرغم من أنَّ إيطاليا تحتضن دولة الفاتيكان التي تمثل الكنيسة الكاثوليكية إلا أن الإسلام دخل هذه البلاد بسهولة، سواءٌ عن طريق الفتح كما في الجنوب الصقلي أو عن طريق الدعوة واختلاط المسلمين المهاجرين مع أهل البلاد الأصليين، ويعمل في إيطاليا "المركز الإسلامي الثقافي الإيطالي" الذي يؤدي دورًا كبيرًا في تعريفِ المجتمع الإيطالي بالإسلام، عن طريق إقامة لقاءاتٍ دورية مع غير المسلمين الذين يودون التعرف على الإسلام جرَّاء الحملة المضادة عليه، كما تمكن من جعل المسئولين الإيطاليين يسمحون بالتعريف بالإسلام في المدارس الإيطالية.           

    استقبال رمضان

مثل اغلب الدول الاسلامية يعاني مسلمي ايطاليا من  التعدد في الاتجاهات وهذا يلقي بظلاله على عدم توحد المسلمين في الصوم بيوم واحد او في ايام العيد ، الا ان هذا العام توحدوا في الصوم بعد جهود الجمعية الإسلامية الإيطالية للأئمة والمرشدين .... حيث يتم الاعلان عن دخول رمضان عن طريقها وذلك استنتاداً إلى مرجعية المسلمين العلمية والشرعية في أوروبا وهو المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث

 ومع ان ايطاليا دولة مسيحية يفتقد المسلمين في إيطاليا طقوس الاحتفال برمضان، حيث إنه لا شيء في الحياة اليومية الإيطالية يوحي بأن شهر رمضان قد بدأ، إلا في بعض الأحياء المختلطة حيث يتهافت الناس على المتاجر المتخصصة بالبضائع للتسوق تحضيرا لرمضان           

    في رمضان

ينتهز المسلمون حلول شهر رمضان الكريم من أجل تنميةِ مشاعرهم الدينية وممارسة العبادات الإسلامية خلال الشهر الفضيل؛ حيث يحرص المسلمون على تناولِ الأطعمةِ التي تعدها الأسر في البلاد المسلمة، إلى جانب الحلويات الشرقية التي تشتهر المطابخ الإسلامية وخاصةً العربية منها بتقديمها في شهر الصيام، وهناك الإقبال على حضورِ الدروس الدينية التي ينظمها المركز الإسلامي في المساجد الإيطالية، إلى جانب استقبال رجال الدين الذين تقوم البلاد العربية- مثل تونس- بإرسالهم إلى الدول غير الإسلامية في شهر رمضان.

 


وعامةً بالنسبة للمسلم الإيطالي أو المسلم المقيم في هذا البلد فإنَّ الشهر الكريم يعتبر مناسبةً عظيمةً لتقويةِ الروابط بين المسلمين عامة في هذا البلاد وبين أبناء الأسرة الواحدة؛ حيث إنَّ إفطار الجميع في وقتٍ واحد يتيح إقامة موائد الإفطار العائلية والتي قد تضم الأصدقاء أيضًا، وهذه الخاصية تنتشر في المجتمع الإيطالي المعروف أصلاً بقوة الروابط بين أفراد العائلة الواحدة.           
    يقضي المسلمون في أيطاليا أوقاتهم في رمضان بالاكثار من العبادات واداء الصلوات المفروضة ...يتسابق مسلمي ايطاليا على صلاة التراويح التي تقام في الساحات العامة نظرا للاقبال الكثيف من المسلمين بسبب وقتها المتزامن مع اوقات راحتهم من العمل.....  رمضان عند مسلمي ايطاليا شهر تعزيز العروة الوثقى وتتم بتبادل الزيارات، والتضامن مع الفقراء والمحتاجين، وحضور اللقاءات. الدينية والفكرية التي تُقام في العديد من الأماكن والأحياء التي يقطنها غالبيةٌ من المسلمين           
    ومن أبرز المشكلات التي تواجه المسلمين في المجتمع الإيطالي عدم اعتراف الدولة به.. الأمر الذي يجعلها تمنع عرض المواد الدينية الإسلامية على القنوات التليفزيونية الخاصة، لكن المركز الإسلامي استطاع أن يحصل على فترةٍ إعلامية على إحدى القنوات الفضائية الخاصة؛ مع أجل بثِّ البرامج الإسلامية، كذلك تمنع الدولة دفن المسلمين على الطريقة الإسلامية، لكن العاصمة "روما" تُعتبر استثناءً من ذلك، وهناك أيضًا مشكلة عدم توافر المواد الإسلامية باللغة الإيطالية.. الأمر الذي يشكِّل حجر عثرةٍ أمام تقدم الإسلام في هذا المجتمع الأوروبي.

           

    معالم اسلامية .... المسجد الكبير (روما)

مسجد روما الكبير يقع في الجزء الشمالي من روما، في منطقة البريولي. وهو يشكل أكبر مسجد في أوروبا، مساحته تزيد على 000 30 متر مربع، ويمكن أن تستوعب الآلاف من المصلين ويضم المركز الثقافي الإسلامي في إيطاليا... بالإضافة إلى أنه نقطة تجمعية ومرجعية في المجال الديني، يضم أيضاً خدمات ثقافية واجتماعية متصلة بطرق مختلفة مع العقيدة الإسلامية : احتفالات زواج، جنازة ، ومؤتمرات، ورغم مساحته الشاسعة الا انه  في صلاة العيد تقام الصلاة على ثلاثة مراحل لكثرة عدد المصلين، حيث يمتلئ الجامع بالمصلين

المسجد موله الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله وتم وضع حجر الأساس  في العام 1984  أما الافتتاح فكان في في 21 حزيران 1995 وهو مزود بكافة وسائل الترجمة الفورية وحجرات للصحفيين، وقام بالتصميم الهندسي للمشروع المعماري الشهيرالمبدع باولو بورتوقيزي مناصفة مع المهندس العراقي سامي موسوي.

جمالية البناء المعماري للمشروع تكمن في المزج بين الحضارة الإسلامية والحضارة الرومانية، وقد أستعمل بورتوقيزي الأقواس والعامود، ونجد الربط الهندسي الجميل بين المسجد والممرات المؤدية له في إستخدامه لهذه العناصر والربط بينها، كما أن الشكل الجمالي والإبداعي الجديد الذي نلاحظة في تصميم الجامع هي الأعمدة الجميلة ذات الأربع أذرع، وهي مستوحاة من العمارة الإسلامية، وكذلك القبة الرئيسة للجامع تتناسق مع القبب الجانبية.           

تعليقات