رمضان في فلسطين

" المسلمون في العالم "

فلسطين


    الموقع الجغرافي 

فلسطين  هي أرض عربية تشغل الجزء الجنوبي من الساحل الشرقي للبحر المتوسط حتى نهر الأردن. تقع في قلب الشرق الأوسط حيث تشكل الجزء الجنوبي الغربي من بلاد الشام، وتصل بين غربي آسيا وشمالي أفريقيا بوقوعها وشبه جزيرة سيناء عند نقطة التقاء القارتين. تحوي فلسطين على عدد كبير من المدن الهامة تاريخياً ودينياً بالنسبة للديانات التوحيدية الثلاث، وعلى رأسها القدس.


 تمتد فلسطين بشكل طولي من الشمال إلى الجنوب على نحو أربع درجات عرض، بمساحة 26,990 كم2، بما في ذلك بحيرة طبريا ونصف البحر الميت. يحدها من الغرب البحر المتوسط بساحل طوله 224 كم، ومن الشرق سورية والأردن، ومن الشمال لبنان، ومن الجنوب مصر وخليج العقبة. وفلسطين مستطيلة الشكل طولها من الشمال إلى الجنوب 430 كم، أما عرضها ففي الشمال يراوح بين 51 - 70 كم، وفي الوسط 72 - 95 كم عند القدس، أما في الجنوب فإن العرض يتسع ليصل إلى 117 كم عند رفح وخان يونس حتى البحر الميت. وتمتلك المنطقة أرضاً متنوّعة جداً، وتقسم جغرافياً إلى أربع مناطق، وهي من الغرب إلى الشرق السهل الساحلي، والتلال، والجبال (جبال الجليل وجبال نابلس وجبال القدس وجبال الخليل) والأغوار (غور الأردن). في أقصى الجنوب هناك صحراء النقب. بين جبال نابلس وجبال الجليل يقع مرج بن عامر ويقطع جبل الكرمل، الذي يمتد من جبال نابلس شمالا غربا، السهل الساحلي.

مكانة فلسطين

تقع فلسطين في موقع استراتيجي بين مصر وسوريا والأردن، وهي أرض الرسالات ومهد الحضارات الإنسانية، حيث مرت على أقدم مدينة فيها وهي أريحا، إحدى وعشرون حضارة منذ الألف الثامن قبل الميلاد.  ولهذه الأرض تاريخ طويل وجذور بالثقافة والدين والتجارة والسياسة. وفي فلسطين تتكلم الشواهد التاريخية عن تاريخ هذه الأرض الطويل والمتشابك منذ ما قبل التاريخ.           

   
للقدس مكانة عظيمة في نفوس العرب والمسلمين، ففي القدس المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله... وأسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ليلة الإسراء، ومنه عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السموات العلى، وقد كان قبلة المسلمين الأولى قبل تحويلها إلى بيت الله الحرام بمكة المكرمة حرسها الله، وهو ثالث المساجد التي تشد الرحال إليها.
مدينة القدس حافلة بالمباني الأثرية الإسلامية، حيث يوجد بها حوالي مائة بناء أثري منها المساجد والمدارس والزوايا والتكايا والترب والربط والتحصينات والعديد من المباني التي ذكرت في كتب التاريخ وقد زالت معالمها.

لقد أظهر الإسلام تعلقه واهتمامه بهذه المدينة منذ نشأته، نظراً لأهميتها وقيمتها الدينيتين في العقيدة الإسلامية، لهذا اهتمّ الملوك والولاة المسلمون على مر العصور بتشييد المباني الفخمة المزينة بالنقوش والزخارف الجميلة وإنشاء المباني العامة لخدمة الحجيج والمتعبدين والمقيمين بجوار المسجد بهدف نيل الخير الجزاء من الله سبحانه وتعالى.

تكمن اهمية فلسطين في القدس الذي شرفت بالمسجد الأقصى .... فهو واحد من أكثر المعالم قدسيةً لدى المسلمين، حيث يُعد أولَى القبلتين في الإسلام. يقع المسجد الأقصى داخل البلدة القديمة لمدينة القدس في فلسطين، وهو اسم لكل ما دار حول السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من المدينة القديمة المسورة، وتبلغ مساحته قرابة 144 دونماً، حيث يشمل قبة الصخرة والمسجد القبلي وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلم، ويقع المسجد الأقصى فوق هضبة صغيرة تُسمى "هضبة موريا"، كما تعد الصخرة أعلى نقطة في المسجد، حيث تقع في موقع القلب بالنسبة له.

ذُكر المسجد الأقصى في القرآن  في افتتاحية سورة الإسراء حيث قال تعالى " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ  " صدق الله العظيم  وهو ايضا أحد المساجد الثلاثة التي تُشد الرحال إليها، كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

مصلى الأقصى القديم  ويقع هذا المصلّى تحت الجامع القبلي، يدخل إليه عبر درج يقع قرب الرواق الأوسط في الجهة الشمالية للجامع القبلي، وهو عبارة عن ممر يتكون من رواقين باتجاه الجنوب ، ومن العناصر المعمارية المميزة فيه وجود قبّتان أمويتان مسطحتان تقومان فوق مدخله الجنوبي، وعندهما يوجد أعمدة حجرية ضخمة تشكل الأساس الذي تقوم عليه منطقة قبة الجامع القبلي، وقد كان هذا المصلّى مغلقًا لا يُفتح إلا في حالات الضروري حتى عام 1998، حيث تم تنظيفه وإعداده ليكون مكانًا ملائمًا للصلاة، وهو يتّسع لحوالي 1000 مصلّ           

    استقبال رمضان

في فلسطين الجريحة تختلف مظاهر استقبال شهر رمضان المبارك بسبب الاحتلال الصهيوني الغاصب لها والذي قطع اوصالها وشتت اهلها وكل عام يعمل الاحتلال على تصعيد الاعتداءات  والحصار الخانق على فلسطين الارض والانسان

ورغم جرحها تأبى فلسطين الانكسار والخضوع ....فهاهي تفرح وتهلل بقدوم شهر الخير والاحسان ...فالقدس الحبيبة تلبس  جديدها، وباتت الأجواء الرمضانية تخيم عليها ، فاتحة ذراعيها  لاحتضان من لم يستطع تقبيل ترابها ساجدا في صلاة جمعة ، في ظل حرمانها منهم على مدار الأشهر الماضية ، فالقدس تتغنى فرحا بقدوم الشهر الكريم ، والأهالي فيها زينوا الأحياء والأزقة، متأملين بأيام أفضل.

فعلى الرغم مما تمر به تفاصيل الاقتصاد وتفاعلات السياسة في المدينة، متمثلة بالحصار، والضغط، والتهجير، والطرد، والضرائب، إلا أنها ناهضة في كل لحظة من تحت غبار الاستيطان، مجددة عهدها اليومي مع من عشقوا عبق إيمانها  كل رمضان.

اذ تمتاز المدن بزينة العامة و بالفوانيس والزخارف والإضاءة، فترى هلالا هنا وإنارة هناك .....، فتعليق أضواء رمضان في القدس يمثل مهمة وطنية لمعلقيها على أسطح وجدران المنازل والمقدسات، تأكيدا على صمودهم في المدينة حتى يوم القيامة كعادة متوارثة جيل عن جيل ...هكذا هو الصمود
أن المقدسيين  يستعدون لاستقبال رمضان الكريم بنفسيات طيبة ومؤمنة، رغم  ما يتعرضون له من مضايقات الاحتلال المستمرة، وما تتعرض له القدس من عمليات تهويد واستيطان.           

    في رمضان

في المجتمع الفلسطيني المسلم تتشابه كثير من العادات مع عادات الشعوب الإسلامية، النابعة من الإسلام العظيم، ففي رمضان يزداد الكرم والجود، وتزداد العلاقات الاجتماعية تحسنا، ولمعرفة المزيد عن عادات الشعب الفلسطيني في رمضان التقينا بعدد من المواطنين الفلسطينيين

 اعتاد المسلمون في مدينة القدس ومنذ العهد العثماني على صوت مدفع رمضان احتفالا بثبوت رؤية هلال الشهر الفضيل اولا ثم الاعلانُ عن بدءِ صيام اليوم و الانتهاءِ منه، حيث لا زالت عائلةُ يحيى صندوقه تضرب مدفع رمضان معلنة عن وقتي الامساك و الافطار. رغم تعاقب العديد من الانظمة على المدينة المقدسة ظل مدفع رمضان رمزا مقدسيا و إرثا تاريخيا وحضاريا وعادة رمضانية من ايام القدس في الازمنة الجميلة تضاف الى العادات الرمضانية الاخرى الخاصة بأهل المدينة .           
    شهر رمضان في فلسطين يتميز في مدينة الصلاة ، انها القدس عاصمة المدائن ونبض كل مسلم حيث المسجد الأقصى الذي أصبح الوصول إليه بالنسبة للقادمين من خارج المدينة ضربا من المستحيل، فالحواجز العسكرية وانتشار جنود الاحتلال الصهيوني على الطرقات وإغلاق مداخل المدينة أمام زوارها المسلمين، كل ذلك، جعل المدينة المقدسة معزولة عن العالم•


رغم هذه الأجواء فإن المواطنين لم يعرفوا لليأس طريقاً، إذ ينتشر باعة الحلويات المشهورة وعلى رأسها القطايف على مداخل البلدة القديمة، فيما يتفنن باعة الخضار والفواكه في عرض بضاعتهم مما تشتهي الأنفس• ولا تزال أكله، الحمص، والفلافل تتربع على عرش المأكولات الشعبية، وتوضع على كل مائدة، شأنها شأن مقبلات الطعام الأخرى•

مع الظروف الصعبة التي فرضها واقع وجود الاحتلال، فإن أهل القدس حريصون على العادات الرمضانية المحببة ومنها إعمار المسجد الأقصى، والحرص على أداء جميع الصلوات فيه وخصوصا صلاة التراويح والجمعة وليلة القدر، وتتعاون فرق الكشافة الفلسطينية مع حراس دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية في تنظيم حركة السير عبر أبواب الحرم وخاصة لدى خروج المصلين واكتظاظهم بأعداد كبيرة، كما تقوم هذه الفرق بتقديم الخدمات للمصلين والسهر على راحتهم والمحافظة على النظام ومنع الاختلاط، وحفظ الأغراض التي يفقدها المصلون لتسليمها لأصحابها لاحقا•

ويشهد سوق القطانين المجاور للمسجد الأقصى أمسيات رمضانية يومية بعد انتهاء صلاة التراويح تتألق فيها فرق الإنشاء الديني في إمتاع الحاضرين بالأناشيد الدينية والمدائح النبوية، إضافة إلى الخطب والحلقات الدراسية والدينية والفقهية لعلماء المسلمين•           
    يتميز المطبخ الفلسطيني عن باقي المطابخ العربية بمجموعة وصفات تقليدية لذيذة ومن الأكلات المشهورة في فلسطين في رمضان أكلة المفتول المقلوبة والملوخية والحلويات مثل القطائق والكثافة والعوامة وغيرها من المأكولات الأخرى

لشهر رمضان في فلسطين مذاق خاص ليس له مثيل ربما في العديد من بقاع الأرض؛ فرغم الضنك والمعاناة والجراح والآلام تجد الناس في تواصل وتواد وتراحم ، وتمتد الأيدي الرحيمة لتمسح دموع الأيتام وترعى أسر الشهداء والأسرى وتقوم جماعات من الناس بعيادة المرضى في المشافي وتقديم هدايا رمزية ، وتزداد صلة الأرحام ، كما تنتشر الولائم والإفطارات الجماعية في المساجد .

 إن أجمل شيء في رمضان هو امتلاء المساجد  وخصوصا اولى القبلتين المسجد الاقصى الذي بارك المولى عز وجل حوله .... اذ يعج بعمّاره من الأشبال والشباب والشيوخ ، حتى النساء تحضر لصلاة التراويح ، كما أن مايثلج الصدر هو الإنابة إلى الله حيث تتجدد لدى الناس روح الجماعة والانتماء وتلهج ألسنة الجميع بذكر الله والاستغفار والدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .


تكثر العادات والتقاليد التي يمارسها أبناء الشعب الفلسطيني خلال شهر رمضان المبارك ومن أهم العادات والتقاليد الرمضانية الإفطار الجماعي للأسرة الأمر الذي يزيد من اللحمة وقوة النسيج الأسري والاجتماعي وكذلك الإكثار من الصدقات فقبل موعد أذان المغرب تبدأ الصحون تنقل بين المنازل وايضا انتشار موائد الرحمن التي تقدم من قبل رجال الخير والمؤسسات والجمعيات الخيرية المحلية والعربية .           

    ازياء دوله فلسطين


اللباس التقليدي الفلسطيني أو الأزياء الفلسطينية جزء من ثقافة الشعب الفلسطيني وتراثه الشعبي على امتداد تواجده في فلسطين التاريخية، بحيث يمثل كل ثوب جزء من هذه الثقافة سواء كانت مدنية أو فلاحية أو بدوية. كذلك تمثل الأزياء النسائية في بعض الأحيان مدن فلسطينية محددة عن سواها من المدن الأخرى. ويرتبط تراث فلسطين بتنوع جغرافيتها، فالتراث في المناطق الجبلية يختلف عنه في المناطق الساحلية وفي الصحراوية فكل منطقة لها تراث خاص بها وعادات وتقاليد تميزها عن غيرها.
يعتبر الزي الشعبي الفلسطيني جزءاً من الزي الشعبي لبلاد الشام، فالزي هنا مشابه لبقية المناطق الشامية مع اختلافات في طريقة التطريز أو الألوان بالنسبة للزي النسائي. يشكل التراث الفلسطيني نتاج حضاري عبر آلاف السنين، وهو تراكمات السنين وتعب الجدات والأمهات منذ أيام الكنعانيين. وخلال السنوات الماضية، أدخلت تعديلات كثيرة على عالم التطريز الفلسطيني، وتم صنع عشرات القطع الحديثة المطرزة لتناسب مختلف الأذواق، ولم يعد الأمر يقتصر على الأثواب فقط.
تحظى الأثواب الفلسطينية، باهتمام عالمي متزايد، وتنشط مؤسسات فلسطينية، ونساء فلسطينيات، وأجنبيات في ترويج الأثواب الفلسطينية، على مستوى عالمي، حيث يزداد الطلب على المطرزات التي تعود إلى زمن الكنعانيين.
           

تعليقات