رمضان في جمهورية البوسنة والهرسك

" المسلمون في العالم "

البوسنة والهرسك


    الموقع الجغرافي 

جمهورية البوسنة والهرسك  هي دولة تقع في البلقان بجنوب شرق أوروبا، إحدى جمهوريات يوغوسلافيا السابقة. تقع في جنوب أوروبا. يحدها من الشمال والغرب والجنوب كرواتيا، من الشرق صربيا ومن الجنوب الغربي جمهورية الجبل الأسود، وهي تكاد تكون دولة مقفلة لا ساحل لها على البحر فيما عدا شريط ساحلي طوله 26 كيلومترا على البحر الأدرياتيكي تقع في منتصفه مدينة نيوم الساحلية..... الفارق ما بين البوسنيين والهرسكيين هو فارق جغرافي وليس فارقا عرقيا ..... تبلغ مساحتها 51,129 كم2  فيما يبلغ عدد السكان حوالي 4,613,414  نسمة  المسلمون نسبة عالية من الطبيعة السكانية في البوسنة تكاد تصل إلى 61% من مجمل السكان  والعاصمة هي سراييفوا .........           
    فتح البوسنة والهرسك سنة 791 هـ   وكان لموقعها دور هاما في تنفيذ الفتوحات الإسلامية للجيوش العثمانية التي عبرت منها كقاعده وصولا لبلغراد وحتى أسوار فيينا..............استعاد الإسلام في البوسنة والهرسك زخمه في التسعينيات في خضم الحروب الطائفية ولكن بصيغة أوروبية تتقبل الآخر وعلمانيته، بعد أن كان قد قمع كغيره من الأديان في العهد الشيوعي (1945-1990) ...
           

    استقبال رمضان

ما ان يتم الاعلان عن دخول رمضان الكريم من قبل الجهات الرسمية المختصة حتى يعم البلاد طقس روحاني مختلف ، ومن أهم مظاهر الاحتفال بهذا الشهر الفضيل المصابيح الكهربائية والزينات، حيث توضع على مباني دور العبادة والمحلات وتكون مختلفة فى الأشكال والألوان ابتهاجا بقدوم شهر الخير والبركات، كل هذا الضياء ليس فقط لإنارة المباني وإنما لإيقاظ روح التعاون بين الجميع ومساعدة من يملك لمن لا يملك، فكثيرون يجعلون شهر رمضان فرصة لتفريج كرب المديونين والمحكوم عليهم بغرامات مالية كنوع من العقوبات القانونية، ، وهنا تتآلف القلوب ويتم جمع التبرعات لتسديد تلك الديون حتى يتمكنوا من قضاء هذا الشهر الكريم بين ذويهم.......مؤسسات الدولة تقوم بتنظيم مسابقات رمضانية رياضية وترفيهية في الشهر الكريم           

    في رمضان

رمضان فى البوسنة له صبغة خاصة ، فإن الشعائر والعبادات تقام طوال اليوم والليل، وترتيل آيات القرآن الكريم لا ينقطع من المساجد، ومن أهم مظاهر الألفة والمودة التى تظهر بين أهل البوسنة بعضهم البعض وأيضا بينهم وبين أفراد المجتمع مهما كانت ديانتهم هو الاجتماع على موائد الرحمن، كما أن شهر رمضان يعد انطلاقة للعديد من حملات التوعية بضرورة التآخي والمصالحة مع النفس ومع الآخرين، أو الابتعاد عن المخدرات والتدخين وتناول الكحول .........


ففي البوسنة لا تقتصر فقط تنظيم موائد للإفطار فى رمضان لتكون لفقراء المسلمين، بل تتخطاها لتشمل جميع فقراء و المعوزين من جميع الديانات كالمسيحية , . و تكثر الهبات والصدقات والمنح التي تحول المحتاجين في هذا الشهر إلى أغنياء على مائدة غنية بكل ما لذ وطاب ..........           
    يقوم العشب البوسني بطهي وتحضير ماكولات شعبية لا تطهى الا في شهر رمضان المبارك مما يعطي لهذا الشهر خصوصية مميزة ذلك ان اكلة (التوبا) تطهى فقط في شهر رمضان وهي عبارة عن خليط من البيض واللبن والجبن تقدم كاحدى الاطباق الجانبية كما ان انواعا من الخبز تظهر فقط في شهر رمضان اي ان الطهاة لا يصنعوها الا تكريما لهذا الشهر وهو نوع من الخبز” العيش” ... من أشهر الأطعمة التى يفضل البوسنيون تناولها على مائدة الإفطار «فطائر البيتا، الكرنب الديك المحشي والسلطات على اختلاف أنواعها».....والكباب و الفطائر المحشوة باللحم أو البطاطس، أو اليقطين، أو الجبن أو السبانخ......إلى جانب ذلك هناك ، كالسارما (الأرز المحشو) وبوسانسكل لوناتس (طبيخ من خضار ولحم) وسيتني تشافاب (مرق لحم مقطوع في قطع صغيرة)


 ومن أهم طقوس شهر رمضان التزام وسائل الإعلام بروحانية هذا الشهر فيما تقدمه من برامج على مدار اليوم. ورمضان في البوسنة له طعم خاص يضفي على الطقس مسحة من الدفء، وعلى الارواح قبسات من النورانية، وعلى الاشياء فيضا من البركات، يجدد الناس فيه فرحهم في كل إفطار ويلتقون فيه كل مساء لصلاة التراويح، حيث يزاحم الرمضانيون الذين لا يرتادون المساجد إلا في رمضان غيرهم ممن يواظبون على صلاة الجماعة على مدار العام...... ويودع بعضهم بعضا عقب ذلك على أمل اللقاء من جديد..................


تمتلئ الاسواق في رمضان بالبوسنة والهرسك حيث تشهد فترة ما بين الظهر والعصر ازدحاما كبيرا، إذ يسعى الصائمون إلى اقتناء حاجاتهم من الخضروات واللحوم والبقول لإعداد وجبات الافطار قبل أذان المغرب.......  ولا يختلف السياسيون وأعضاء الحكومة البوسنية المسلمون عن بقية الشعب في رمضان فهم يصلون التراويح مع الناس في أماكن مختلفة وبدون مواعيد مسبقة أو إجراءات أمنية مشددة أو غير مشددة حيث صلى الرئيس سليمان تيهيتش صلاة التراويح في جامع خادم الحرمين الشريفين في سراييفو، وصافحه المصلون ثم خرج كغيره من المصلين متوجها إلى بيته.......


لا يكتفي اهلنا في البوسنة والهرسك  بالمظاهر الخارجية للالتزام والانتماء الاسلامي بل يقضي الكثير منهم  بتخصيص ما بين الصلوات لقراءة القرآن والذكر، خاصة طلبة العلم والأئمة والشباب ، كفرصة للتزود بالقران الكريم والفقه الاسلامي وهي عادة عرفتها البوسنة منذ أكثر من خمسة قرون........

           
    تعيش مدينة سراييفو عاصمة جمهورية البوسنة والهرسك شهر رمضان على طريقتها.. في أجواء الروحانية والبهجة، بين الصائمين والمصلين الذين يملؤون مساجدها والسياح الذين يملؤون مقاهيها......فبعد أن يستأنفوا صيامهم قبيل الفجر، يقصد الكثير من المسلمين المسجد الأقرب إلى بيتهم ليؤدوا الصلاة، وآخرون يلازمون منازلهم حيث يصلون مع عائلاتهم، وهي عادة شائعة عند الكثير من مسلمي البوسنة، وفي أحياء المدينة القديمة، تختلط المحجبات بنساء غير محجبات.......           

    معالم اسلاميه في البوسنه      .......... مسجد غازي خسرو بك  

يقع مسجد خسرو بك في ضاحية باسارييفا، وقد بني في عام 1531م على يد غازي خسرو أحد الحكام المسلمين الّذين تعاقبوا على تلك المناطق، وكان من أفضل هؤلاء الحكام وأكثرهم سخاءً وحبًا للإعمار. 


يشبه المسجد في تصميمه المساجد العثمانية..... المسجد كان أحد أبرز المؤسسات الثقافية والفكرية في سراييفو خلال الوجود الإسلامي فيها. لكن المسجد وكغيره من المنشآت والبشر في البوسنة، تعرَّض للانتهاكات الصربية، فكان من نصيبه نسبة كبيرة من الدمار، إلاّ أنّه تمّ تجديده في عام 1996م ، لكن تلك التجديدات لم تعده إلى سابق شكله، فقد اختفت كلّ النقوش الّتي كانت جدرانه مزدانةً بها، وأصبحت الجدران بيضاءَ تمامًا.  وعلى الرغم من ذلك، فإنّ المسجد لا يزال يلعب دورًا مُهمًّا كأبرز مركز ثقافي ديني في سراييفو .
.... ونظرا لضخامته وجاذبيته، يعتبر أحد أبرز معالم العمارة الإسلامية الدينية في البلقان.
ويوجد بجوار المسجد برج الساعة والمدرسة. وعندما بني مسجد بيكوفا في القرن السادس عشر كان يمثل مبنى غاية في الأهمية بالنسبة لتطور سراييفو العمراني، وأحد أكثر المباني التي خلفها الغازي خسروبك أهمية. وكان أول مسجد في العالم تدخله الإنارة الكهربائية سنة 1898.           

تعليقات