" المسلمون في العالم "
كوسوفو
الموقع الجغرافي
جمهورية كوسوفو ، هي دولة تقع في جنوب شرق أوروبا (في منطقة البلقان) تحدها جمهورية مقدونيا من الجنوب الشرقي وصربيا من الشمال الشرقي والجبل الأسود من الشمال الغربي وألبانيا من الجنوب. عاصمتها بريشتينا. يبلغ عدد سكانها مليونين وثلاثمائة ألف نسمة ويمثل المسلمون في كوسوفو 95 % من عدد سكان . يبلغ مساحتها 10,577 كم2 ...اللغة الرسميه الأكثر انتشارا هي الألبانية ............تاريخها الاسلامي
تعتبر شبه جزيرة البلقان من أهم المناطق الإسلامية في القارة الأوربية، بل من أهم معابر ومنابر الدعوة الإسلامية في هذا الجزء من العالم ... خضعت البلقان للحكم الإسلامي في عام 797هـ، بينما عرفت الإسلام منذ بدايات القرن الهجري الأول، وقد حافظ المسلمون في دول شبه جزيرة البلقان على هويتهم العقائدية رغم المعاناة التي لاحقتهم وحاقت بهم من خصوم الإسلام والمسلمين.....يوجد بكل محافظة مركز إسلامي، كما يوجد 5 مدارس لتعليم الدين الإسلامي واللغة العربية الفصحى، برغم أن اللغة الرسمية هي اللغة الألبانية، وقد شهد تعلم اللغة العربية قبولاً لدى المسلمين وخاصة في السنوات العشر الأخيرة؛ وذلك لإجادة قراءة القرآن ....
تأسست أول جامعة إسلامية عام 1992 في بريشتينا العاصمة. نُحصي اليوم في كوسوفو ما يفوق 800 مسجد جامع، بينما يجري بناء حوالي 100 أخرى في مناطق كوسوفو المختلفة بينها مشروع تشييد أكبر مسجد في منطقة البلقان بأسرها في العاصمة بريشتينا. وتُلقى خطب الجمعة والدروس الدينية ويُتلى الدعاء باللغات الألبانية والبوسنية والتركية، ويتم التعليم داخل الكتاتيب القرآنية والمدارس الإسلامية أيضًا باللغات الثلاث.
استقبال رمضان
يحتفل المسلمون فى إقليم كوسوفو بشهر رمضان المبارك بحرية وعلنية واضحة هى الأكبر في التاريخ المعاصر لهذا الاقليم الذي تخلص مؤخؤرا من الحكم الصربى الذى دام هناك قرونا من الزمن.... يتم تحري الهلال يعتمد مسلمو كوسوفو في تحديد هلال رمضان على الحساب الفلكي، فهم يتبعون في ذلك تركيا والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث- ومعروف أن تركيا والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث يعتمدون على الحسابات الفلكية في تحديد أوائل الشهور العربية .....على جانب آخر يوجه مفتي الجمهورية الشيخ خطابا تقليديا بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، سائلاً الله تعالى أن يوفق الجميع لصيامه وقيامه.... ويتناول في خطابه فريضة الصيام كركن من أركان الإسلام، موضحًا بعض فضائل هذا الشهر المبارك، وداعيا المسلمين إلى التخلق بالأخلاق الإسلامية، وبذل الجهود في الطاعات المختلفة في هذا الشهر الفضيل.....
في رمضان
أهم مشروب يحرص عليه المسلمون في إفطارهم العائلي هو عصير التفاح، يتناولونه عند أذان المغرب، ثم يذهبون لأداء صلاة المغرب في المسجد، وهناك من يصلي المغرب في المنزل، ثم يتحلق المسلمون هناك على مائدة الإفطار العائلي، التي يحرص أفراد العائلة على عدم التخلف عنها. ومن أشهر أطباق الإفطار الكوسوفية هو "البوريك" باللحم المفروم، والذي يعد من الأكلات الشعبية المفضلة في كوسوفو، ويحرص المسلمون خلال شهر رمضان على أداء الصلوات المفروضة في المساجد وتلاوة القرآن والاستماع لفقهاء الدين في المساجد.....
يصل الأمر في حرص مسلموا كوسوفو على التمسك بعادات وتقاليد شهر رمضان المبارك أن ولائم الافطار يقيمها الصائمون ويستفيد منها حتى غير الصائمين من الديانات الاخرى معتبرين ذلك امرا لتاكيد انهم يستطيعون وبحرية تامه ممارسة الطقوس الخاصة بالشهر الفضيل.....
ويشعر الكوسوفويون بمزيد من الاعتزاز والفخر أنهم ولأول مرة في التاريخ المعاصر يستطيعون بأكبر قدر من الحرية والعلنية إبراز هويتهم الإسلامية وممارسة شعائر الصيام والصلاة دون خوف أو وجل من السلطات الصربية التي سيطرت على الإقليم في مراحل زمنية مختلفة قديما وحديثا.......
من مميزات المجتمع الكوسوفي المسلم يندر أن يعلن أحد عن عدم التزامه بالصوم لأنه في عرفهم وتقاليدهم معروفين بتمسكهم الشديد بقوميتهم ودينهم، فان من لايتمسك بالصيام هو أيضا شخص ضعيف الشخصية غير جدير باحترام المجتمع له..... كما يحرصون في هذا الشهر المبارك على صلاة القيام والتسابيح وقراءة القرآن والاستماع للعلماء والدعاة في المساجد .... انهم يستغلون رمضان للتوجه إلى الله بالدعاء أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة وبالاطمئنان والامن والسلامة، ويكون هذا الدعاء في قنوتهم كل ليلة في صلاة التراويح ........
معالم اسلاميه في كوسوفو ... مسجد السلطان محمد الفاتح
كوسوفو من الدول التي عرفت الإسلام وأثر فيها وغير من معالمها وتطبعت مدنها بالحضارة الإسلامية ...فهناك العديد من المساجد التي شيدت على النمط العثماني القديم، خصوصاً في مقدونيا وكوسوفو. وتضم البوسنة والهرسك عددا كبيرا من المساجد التي شيدت على الطراز العثماني، ومنها مسجد السلطان محمد الفاتح بمدينة بريشتينا (عاصمة كوسوفو) الذي بني سنة 1461م،
والذي تم تصميمه على رقعتين مربعتين للصلاة وتعلوهما قبتان متماثلتان، ويصل طول هذا المسجد إلى اثنين وعشرين مترا. ويرى بعض علماء الآثار الإسلامية أن مهندسى هذا المسجد استوحوا تصميمهم من مسجد محمود باشا في اسطنبول الذي بني سنة 1463م. واللافت للنظر أن مسلمي دول البلقان ساهموا بشكل فعال في إثراء المعمار الإسلامي منذ القدم، فقد كانت مدن شبه جزيرة البلقان تحفا معمارية ندر وجودها في أوروبا، لكنها بلغت أرقى مستوياتها في العهد العثماني 1463م .
تعليقات
إرسال تعليق