رمضان في جمهورية أفغانستان الإسلامية

" المسلمون في العالم "

افغانستان

علم جمهورية افغانستان


    الموقع الجغرافي 

أفغانستان، رسميا جمهورية أفغانستان الإسلامية هي دولة تقع في آسيا الوسطى تحدها من الشمال  كل من طاجكستان وأوزبكستان وتركمانستان  وإيران من الغرب والصين من الشرق فيما تحدها باكستان من الجنوب ومع ذلك فإن أفغانستان دولة حبيسة لا سواحل لها على البحار....... ومعنى كلمة "أفغانستان" هو أرض الأفغان ، وتعتبر إحدى نقاط الاتصال القديمة لطريق الحرير والهجرات البشرية السابقة. وتلك الدولة ذات موقع جيوسترتيجي، تربط شرق وغرب وجنوب ووسط آسيا، وهي موطن لكثير من الأمم القديمة والحديثة خلال العصور المتتالية. وكانت المنطقة هدفا لكثير من الشعوب الغازية والفاتحين منذ القدم

كابل هي العاصمة وتبلغ مساحة أفغانستان نحو 65,2230 كيلومترا فيما عدد السكان  حوالي 31 مليون ......الإسلام هو الدين الرسمي لأفغانستان حيث يدين 99.7% من السكان به   

خريطة افغانستان

تاريخ الاسلام فيها       

    بالنسبة إلى الأفغان فإن الإسلام يمثل رمز للوحدة في مواجهة الانقسام حول الفخر الشخصي والعائلي والقبائلي في مجتمع متعدد الطوائف والأعراق....كما يمثل الإسلام الاعتدال وتأثيره قوي في جميع أنحاء المجتمع الأفغاني وتقام الشعائر الدينية بشكل يومي. فالمساجد والجوامع تغص بالمصلين كما أنها  منتشرة في جميع أنحاء المدن والقرى وهي لا تستخدم كدور عبادة فقط بل أيضا يتم استخدامها مأوى للنزلاء وأماكن الالتقاء وإقامة الاحتفالات الدينية والاجتماعية وتلقي الدروس الدينية فيها.

ولان الإسلام طريقة حياة فإنه يعتبر القانون السائد لتنظيم السلوك الاجتماعي بين السكان كالصدق، التدبير، الكرم، الاستقامة، الورع، الإنصاف، التسامح، واحترام الآخرين. التمسك بشرف العائلة وتربية الأطفال يكون على الطريقة الإسلامية........
           

    استقبال رمضان

يهتم المسلمون الافغان بحلول شهر رمضان الكريم؛ حيث يتحرون رؤية الهلال، وتُصدر وزارة الارشاد بيانًا عن بداية الشهر المعظم ويُذاع في كل وسائل الإعلام فتعم الفرحة كل ارجاء البلاد ....

أما المواطنون فهم يبدأون منذ نهاية شهر شعبان الكريم في شراء حاجياتهم الغذائية وتحضير المساجد لاستقبال المصلين، وتُضاء المساجد استعدادا لهذا الضيف الكريم .......كما ان لأهلنا في افغانستان سمة تخصهم دون غيرهم  مثل اعتبار اليوم الأول من رمضان يوم عطلة رسمية في جميع أنحاء البلاد           

    في رمضان

في أفغانستان، يقوم الشباب والأطفال بدور المسحراتي، ويُسمّى من يؤدي هذا العمل (الرمضاني) وهو يقوم بعمله متطوعاً، ويسيرون في جماعات وكأنهم فرقة .....

ويذهب الصائمون إلى المساجد بعد الإفطار لصلاة العشاء ولسماع القرآن الكريم، ولديهم شخص يُسمّى «الفاتح» يتابع قارئ القرآن الكريم ليرده إلى الصواب إذا أخطأ في التلاوة.... يحتفي الناس في أفغانستان بمقدم الشهر الكريم ككل المسلمين ....

التسوق يزدحم في رمضان اذ يعتبر موسم تجاريا نشطا سواء في الدنيا بالتجارة او في الاخرة بمضاعفات الطاعات لله تبارك وتعالى ..... وكغيرهم من الكثير من الشعوب، يفطرون على الماء والفواكه والشوربة والفطائر، ثم ينصرفون إلى صلاة المغرب والعشاء والتراويح، ثم يعودون لأكل العشاء الذي يضم اللحم والأرز وغيره من طيب الطعام.

التضرع لله في رمضان


ويكثر أهل أفغانستان من إقامة التجمعات القرانية في رمضان؛ ولمن حفظ القران الكريم يقام له في رمضان حفل بهيج ...... عندهم يحتفون بحافظ القران أيما احتفاء حيث يطبعون البطاقات المزخرفة كبطاقات الأعراس ويدعون لها الاهل والاصدقاء و بعض الناس ...... أما القراءة للقران الكريم فأمرها موكول للملالي المحترفين الذي يحفظون القرآن أو لا يحفظونه ولكنهم يجيدون ترتيله، وكلما كثر عدد المقرئين كان ذلك دليلا على علو مقام صاحب الدعوة......           
    المطبخ الافغاني غني ويزداد ثراء في رمضان ويتميز بطبق مشهورولذيذ وخصوصاً في رمضان لا يوجد سفرة الا فيها بولاني والأرز العادي كما أن المنطقة تشتهر بنوع من الشمام يسمونه «الخربوزة» ، يأكلونه عذبا صيفا ويجففونه ليستخدم شتاء كالعنب الذي يصير زبيبا يسمونه «الكشمش» ويدخل في إعداد الكثير من الأطباق.           
   
لا تجد بيتا في أفغانستان يخلو من مصحف يلفونه في قطعة من الحرير أو المخمل المطرز ويضعونه في مكان عال حتى لا يعبث به عابث، ويبجلونه تبجيلا قلّ أن تجد مثله في بلاد العرب، وربما يعود السبب لعجمتهم التي تزيد كتاب الله عندهم قداسة، لأنهم لا يتعاملون معه في حياتهم اليومية ويفتحونه للتلاوة قبل أو عقب الصلوات، وإنما يحتفظون به لحماية الدار وساكنيها من كل شر وللتبرك بوجودهم قربه......           

    معالم اسلامية افغانستان ... مئذنة جام  .. شامخة رغم تحدي الزمن

مئذنة جام  هي إحدى مواقع اليونسكو للتراث العالمي في غرب أفغانستان. تقع المنارة في ولاية غور بجانب نهر هریرود، وتحيط به جبال يبلغ ارتفاعها 3500م فوق مستوى البحر، تم إنشاء المنارة في نهاية القرن الثاني من الألفية الأولى للميلاد  وهي النصب التذكاري الوحيد المتبقي من إمبراطورية "جوريد" التي حكمت أفغانستان وأجزاء من شمال الهند، من كاشغر إلى الخليج العربي، في القرنين 12 و13.. تعرف المئذنة بأنها بناء رشيق وممشوق، تبلغ من الارتفاع 65م، تغطيها زخرفة من القرميد وفي قمتها كتابة بالقرميد الأزرق، وتوجد عليها كتابات قرآنية. إن وجود المئذنة في حالتها الطبيعية معجزة، فهذه واحدة من النصب القليلة التي ضلت بعد اجتياح المغول للمنطقة عام 1222.
تتكون المئذنة من أربعة أعمدة أسطوانية موضوعة فوق بعضها البعض، على قاعدة من الطوب المطلية بالجير. السطح الخارجي للمئذنة مغطى بالكامل بزخارف هندسية منقوشة بالخط الكوفي باللون الفيروزي.
وقت بنائها، كانت مئذنة جام أطول برج من الطوب في العالم، وحافظت على هذا اللقب لغاية القرن 20 عندما تم بناء قطب مينار في دلهي، أيضا على يد أسرة غوري ...المئذنة كانت ملحقة بمسجد هدمته الفيضانات التي ضربت المنطقة قبل الحصار المغولي هذا ما اكدته  الأبحاث الأثرية عن وجود بناء في ساحة كبيرة بجانب المئذنة          

مئذنة جام  .. شامخة رغم تحدي الزمن
 

تعليقات