رمضان في جمهورية اتحاد ميانمار

" المسلمون في العالم "

بورما


    الموقع الجغرافي

بورما وتعرف أيضاً باسم ميانمار، ورسمياً جمهورية اتحاد ميانمار بورمية . هي احدي دول جنوب شرق آسيا وتقع على امتداد خليج البنغال.تحد بورما من الشمال الشرقي الصين وعدد السكان يزيد عن (55) مليون نسمة، ونسبة المسلمين في هذا البلد البالغ لا تقل عن 15% ، وتحدها الهند وبنغلاديش من الشمال الغربي ،وتشترك حدود بورما مع كل من لاوس وتايلاند ،أما حدودها الجنوبية فسواحل تطل على خليج البنغال والمحيط الهندي ويمتد ذراع من بورما نحو الجنوب الشرقي في شبه جزيرة الملايو

. ويختلف سكان بورما من حيث التركيب العرقي واللغوي بسبب تعدد العناصر المكونة للدولة، ويتحدث أغلب سكانها اللغة البورمية ويطلق على هؤلاء (البورمان) وباقي السكان يتحدثون لغات متعددة، ومن بين الجماعات المتعددة جماعات الأركان، ويعيشون في القسم الجنوبي من مرتفعات، أركان بوما وجماعات الكاشين وينتشر الإسلام بين هذه الجماعات.

           
    بورما فسيفساء من الأقليات، وخليط من الديانات، فإلى جانب البوذيين الذين يشكلون أغلبية السكان، نجد المسيحيين والمسلمين والهندوس وكثيرا من الديانات الأخرى .

 ويسكن أغلبية المسلمين في إقليم أراكان في الجنوب الغربي لبورما، ويفصله عن باقي أجزاء بورما حد طبيعي هو سلسلة جبال "أراكان يوما" الممتدة من جبال الهملايا .           

    الاستعداد لرمضان

يستقبل المسلمون رمضان في العالم العربي والاسلامي بخصوصية تختلف من دولة لأخرى، تحكمها الظروف الداخلية لكل دولة على حده؛ من ظروف سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، خصصوصًا إذا كانت الأجواء التي يعيشها المسلمون ساخنة.

ومن تلك البؤر الساخنة بورما، التي صارت تعرف الآن بـ "ميانمار"، ويوجد بها أكثر من ثمانية ملايين مسلم كثير من حقوقهم ضائعة، يتعرضون للترحيل عبر المحيط إلى أرض أخرى، وإن سلموا من الغرق يتعرضون للاعتقال في الدول المجاورة لأنهم غرباء، وهكذا حالهم ما بين رحلة الموت ورحلة التغريب.

ويستعد اهلنا في ميانمار لاستقبال الشهر الكريم وقبل رؤية الهلال بشراء أفضل انواع المأكولات وأنواع شتى من الحلوى والمشروبات .           
   

في رمضان

مساجد بورما تستعد لاستقبال الشهر الفضيل قبل قدومه بفترة لا تقل عن أسبوعين، كما أن المسسلمين هناك اعتادوا على أن يتناولوا فطورهم في رمضان بصورة جماعية خلال الشهر كله، ويحافظون أيضا على صلاة الجماعة والقيام والتهجد، وختم القرآن الكريم في المساجد.

وأغلب سكان ميانمار المسلمين من التجار والزراع فهم يقللون دوام عملهم ساعة أو ساعتين حتى يتفرغوا، فيصومون النهار ويتلقون العلم الشرعي، ويقومون الليل في صلاة التروايح والتهجد والتعبد والاذكار والاعتكاف في المساجد.

ويتمركز المسلمون في اقليم أراكان، فيجتمعون في مسجد شنفرة  يجتمع فيه المسلمون في رمضان للصلاة والقيام والتهجد طوال الشهر ، فضلا عن أنه من المساجد القليلة جدا التي يخصص بها مكان للنساء، والمسلمات في ميانمار لا يخرجن للصلاة في المساجد بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها المسلمون هناك .

 يترقب المسلمون في ميانمار رؤية هلال رمضان في شوق من العام إلى العام، فيصعدون على الجبال الشاهقة لترقب الهلال أو يترقب العلماء أخبار بدء الشهر من الدول المجاورة كالهند وبنجلاديش وماليزيا ويصومون معهم، أو اذا رأوا هلال رمضان بأعينهم فيصومون .           
    يعتبر طبق الحمص أهم طبق على مائدة الإفطار هناك مضافا إليه البصل والتوابل، ويتناوله المسلمون بعد أذان المغرب مباشرة.

ومسلمو ميانمار محرومون من التمر حيث لا توجد النخيل في بلادهم لذا لا يتاح لهم تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم بالفطر على بعض التمرات، لذا يفطر المسلمين هناك على المشروبات والحلويات والحمص، ثم يصلون المغرب وبعدها يتاولون وجبة خفيفة أيضا، ويؤجلون الوجبة الرئيسية الى ما بعد صلاة التروايح .
           
    يفطر المسلمون في ماينمار على أصوات الأجراس!! بسبب عدم وجود مكبرات صوت في المساجد ترفع الأذان، وان وجدت فإن صوتها لا يصل إلا إلى 10 بيوت فقط مجاورة للمسجد، وفور سماع صوت الجرس الكبير المعلق بالمسجد والذي يصل لبعد أكثر من ميلين يعجل المسلمون بالفطر، فيفطرون على الحلويات أو الفواكة ، ثم يذهبون للمسجد لأداء صلاة المغرب ثم يتناولون حوالي 4 ملاعق من الحمص المطبوخ ، وبعد صلاة العشاء يتناولون وجبة دسمة.

وعلى غير عادة بعض الدول العربية والاسلامية يتناول مسلمو ماينمار سحورهم من اللحوم أو الاسماك، أو الارز باللبن أو يخلطونه بالزبادي.

           
   
منذ سنوات خلت لرمضان خصوصية على مسلمي بورما في ظل مذابح طاحنة للمسلمين هناك على يد البوذيين .... لقد أثرت الازمات الراهنة دون شك على المسلمين وعلى استعدادهم في استقبال شهر رمضان، وتسببت في إغلاق كل المحال التجارية في منطقة منجدو باعتبارها أشهر وأكبر منطقة تجارية، وحبس المسلمين في بيوتهم خوفا من القتل والإبادة، كما تسببت في عدم خروجهم لشراء احتياجاتهم من الطعام والشراب واكتفوا بتناول وجبة واحدة في اليوم والليلة .

معاناة اهلنا في بورما


ومن المؤسف ان تحول أغلب مسلمي عاصمة أراكان الى الملاجئ والمخيمات، بعد أن ضربت النيران بيوتهم وقتل منهم عدد كبير من الشيوخ والنساء والرجال والاطفال، لدرجة ان عددهم وصل الى اكثر من 20 الفًا في المخيمات، ولا نعرف كيف سيستقبلون رمضان هذا العام وكيف يعدون وجباتهم اليومية من فطور وسحور .


التمييز العنصري ضد مسلمي بورما تقوم به الحكومات البورمية المتعاقبة رسميا  بسبب إعلائها من قيمة المواطن البوذي على المواطن المسلم، باعتبارها نزعة عنصريه ضد المسلمين هناك، كما ان الحكومة  احيانا تعطي الضوء الاخضر للبوذيين لإقامة مستوطنات على أراضٍ مملوكة لمسلمي بورما في عمليه تهجير منظم كما يحدث في فلسطين .

 ان أوضاع المسلمين في ماينمار منذ أكثر من 40 سنة من سئ الى اسوأ، لدرجة ان الحكومة تسجن أي مسلم بورمي يقتني في منزله سكينًا وتحبسه وتدخله السجن ويعامل معاملة غاية في السوء، بالاضافة الى انهم يعانون على المستوى السياسي والامني والاجتماعي.

كل القوانين والاعراف في كل بقاع العالم تعطي الاقليات حقوقها وتحترم الا مسلمي بورما فأن سوط العذاب والشقى مسلط عليهم فقط لأنهم مسلمون ...وذلك ان في بورما اقليات كثيرة بيد ان الشدة والقستوة والنظرة الدونية تمارس رسميا تجاه الاقلية المسلمة دون غيرها من الاقليات

كثيرا من الدول والمحتمعات ناشدت السلطات البورمية ان تعامل مواطنيها المسلمين مثل باقي الاقليات لهم حقوق وعليهم واجبات، وهذا ما يقره القانون العالمي والاعراف الدولية.

في هذا الشهر الكريم رمضان  الخير والتقرب للخالق جل شأنه نستغلها فرصة ملزمة لكل المسلمين بمساندة أخواننا مسلمي ميانمار بالتقرب الى الله والدعاء والتضرع اليه سبحانه وتعالى أن يفك كربهم ويهدي عدوهم، وينصرهم باذن الله.           

تعليقات