لغتنــــا هويتنــــا..! بقلم: عبد الله السنامي
يعرف الإنسان العربي بفصاحته في الكلام وهذه
الفصاحة جعلت من بدو العرب حكماء زمانهم ببلاغة كلامهم الناتج عن الفهم
الشامل والكامل للغة العربية.
من لا يتقن العربية فمنقوص في علمه لدى العرب ,
وأول ما يعلم الطفل هي اللغة العربية لأن من بعدها يسهل فهم باقي العلوم ,
ولهذا حافظ الأجداد على اللغة العربية كمكون أساسي للبقاء ، حتى وهم في
اعتى ضعفهم ( قبل الإسلام ) وهم قبائل متناحرة متشرذمة, ولكنهم حافظوا على
اللغة كبارق أمل للنهوض الحضاري ،فعلى مجد العرب وسموهم, و بها تميزوا عن
غيرهم , فكان الجميع من العالم الأخر يسعى إلى تعلمها والنطق بها , و من
يتكلم بها يشار إليه بالبنان . , ولذلك كانت المصطلحات العربية تدخل بقوة
على اللغات الأجنبية ، ويكفي اللغة العربية فخرا أنها اللغة التي انزل بها
القران وظل محفوظا بها إلى ما شاء الله.
دخلت علينا اللهجة العامية بقوة بسبب الجهل ،
وفرض المستعمر علينا لغته الأعجمية , فصرنا لا نعرف العربية إلا في
الامتحانات , بل صورت لنا اللغة العربية من أصعب اللغات!!! والعجب العجاب
أن من يتكلم بها صار سخرية للآخرين والاستهزاء به , وغير مفهوم الكلام
والذي يتكلم العامية مفهوم الكلام !!!! إنها عجائب عصرنا, و ميزة واضحة
لحاضرنا منعدم الوضوح و المنطق , فلو عرفنا طريقنا لوضحت أهمية اللغة
العربية لنا كعرب قبل أن نكون مسلمين , وأما انعدام المنطق منا فدليل ذلك
هو استهزائنا بمن يتكلم الفصحى والسخرية منه؟ آه نحن العرب كشخص يضع يديه
على عينيه كي لا يرى الطريق ومع ذلك يمشي على وراءه !!! , وفي هذه الحالة
تخيلوا مصير هذا الشخص , حتماٌ مصيره إلى الهلاك و بمعرفة مسبقة منه !
إن اللغة العربية لأي قوم تظل مقوم رئيسي
للهوية والشموخ ويتم الحفاظ عليها حتى ولو وسط اللهيب ولنا في اليهود عبرة
كيف أعادوا لغتهم بعد أن دفنت مئات السنين وكذلك اليابانيين وغيرهم ، و
الآن نحن غير مستعمرين , ولم يطلب منا احد ترك اللغة العربية ، و نسعى
جاهدين لجعلها حية قوية ، ونحن قادرين على ذلك ؟لكننا ندمر لغتنا بطرق نظن
أنها السبيل الناجع للرقي بلغتنا , كيف نرتقي بلغتنا وهي محصورة بمادة في
المدرسة , أو في الجامعة ، كيف لنا النهوض بلغتنا ولازلت الكتب والروايات
تصدر بلهجات عامية ركيكة المعنى ، حتى المسلسلات التي يجب أن تكون بالفصحى
صارت تحارب الفصحىَ بلهجات دخيلة تمثل خطرا فادح على لغتنا ، عيب في حقنا
أن يكون الشرط الأساسي للتوظيف إجادة اللغات الأجنبية ؟!
عار علينا أن يظل إعلامنا سواء مقروء أو مسموع
أو مرئي يتلكأ بالعامية وهو الوحيد القادر على إنعاشها والرقي بها ، إننا
بتعاملنا بهذه الطريقة مع لغتنا لا نسعى فقط لإخفائها بل إلى طمسها نهائيا
وهذا يعني طمس الأمل المتبقي لنا في النهوض أمام الأخر.
إن إحياء اللغة العربية وجعلها في متناول الجميع هدف ينبغي لنا أن نسعى إلى تحقيقه كل من موقعة حكام ومحكومين كمشروع عاجل ليتم إنقاذ ما أمكن مما دمرنها طوال سنيين مضت ، وذلك لا يتحقق بدراسة النحو والصرف ، بل بالممارسة والمطالعة من خلال إلزام وسائل الإعلام بأنواعها بالالتزام بالفصحى ، ففهم أي لغة لا يأتي من فهم القواعد بدون ممارسة ومتابعة .alsanami1@gmail.com
الأحد, 14-مارس-2010 - 01:50:37
تعليقات
إرسال تعليق