قراءة التاريخ

قراءة التاريخ



كثر اللغط هذه الأيام حول الإحداث الراهنة والممتدة بفعل المنافقين من ماضينا الإسلامي المشرق الذي بفضله صار لنا مجد وعزة وحضارة تحكى وتذكر كل ذلك جاء بالحكم الرشيد والعدالة والتعاون الأخوي ، لم يكن هناك اختلاف إلى حد التناحر والاقتتال ، أو فرض الرأي بالقوة كما هو حاصل اليوم ، فقد كان الرأي يفرض بالحجة والبرهان .
أردت التوضيح لبعض الأشخاص جمعني بهم باص السفر من صنعاء إلى ذمار أن لعن معاوية لا يجوز ، لكنهم ردوا عليا بتعصب وذكروا لي بعض مساوئه بل وأعطوني كتب وأرقام الصفحات التي ذكر فيها قبح معاوية !!! ونصحوني بالتعمق في التاريخ والابتعاد عن كتب السلفية !!! فرديت عليهم أني لا أقراء سلبيات تؤدي إلى الحقد والكراهية والانقسام ، أنا لا أقراء إلا مواضيع ايجابية عن ماضينا الرائد .
عجبي كيف يقرءا التاريخ مثل هؤلاء ، فبدلا من أن نقرا ونعرف و نبحث كيف صنع الأجداد التاريخ ، وما ابرز صفاتهم القيادية ، وفطنتهم في العيش ، والتزامهم بالدين الحنيف منهج وسلوك ، ذهب هؤلاء إلى قراءة سلبيات من صنعوا لنا المجد بل والتعمق فيا ! نسي مثل هؤلاء حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال ( اذكروا محاسن موتاكم ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، فحين نعرف المواقف العظيمة لأبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي رضي الله عنهما أو علماء وخلفاء المسلمين عبر التاريخ تتسع صدورنا للتسامح والاقتداء بهم والتوحد والإخوة تحت راية هذا الدين .
حين نقرا التاريخ الإسلامي نشعر بالفخر والاعتزاز بكل رجاله ، فالجميع ساهم في بناء حضارة الإسلام ، ولا ينبغي أن نقلل من شان احد ، فللصحابة رضوان الله عليهم دور خاص وعظيم في بناء الدولة الإسلامية بمعية الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكذلك الخلافات الإسلامية المتعاقبة بداية من الأمويين وانتهاء بالعثمانيين ، كيف يحق لنا الانتقاص من دور إي من أولئك الذين بفضلهم نفخر ، بل وصرنا أصحاب حضارة حتى وان كانت في الماضي فهذا بفضلهم .
كيف يراء البعض في الصحابة رضوان الله عليهم مغتصبين للسلطة !!! بل ويتعدى ذلك إلى شتمهم !! ولا حول ولا قوة إلا بالله مستمدين تعصبهم ذلك إلى بعض كتب التاريخ ؟! نسي هؤلاء أن الصحابة يكفيهم فخرا مصاحبة الرسول عليه أفضل صلاة وأزكى تسليم ، لماذا نقرا تاريخ يجرنا إلى الحقد، ما الفائدة من قراءة مواضيع تذكر سلبيات الصحابة رضوان الله عليهم ، كان الأجدر لنا ولأمتنا ولأنفسنا هو قراءة المواقف البطولية الخالدة التي صدرها الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، مالنا ومال معرفة أن معاوية ابن أبي سفيان كان كذا وكذا ....الخ ما يجب علينا معرفته هو أن معاوية قاد الفتوحات الإسلامية ووسع ارض الدولة الإسلامية وكفى ،ما الفائدة من القراءة عن سلبيات معاوية التي نحن في غنى عنها ، يقرءا البعض التاريخ بل ويتعمق في سلبيات بعض رموزنا التاريخية ، الذين سيحاسبهم الخالق جل وعلا ، ولهم ما كسبوا ولنا ما كسبنا .
ما يجب أن نقراءه من التاريخ هو ايجابيات المسلمين حكام ومحكومين ، والتغاضي وإهمال سلبياتهم لان ذلك لا يؤدي إلا إلى التخلف والانحطاط بل والى إيقاظ الفتن ، التي يكون الملعون هو من أيقضها.
  الثلاثاء 24 نوفمبر-تشرين الثاني 2009 03:13 م

تعليقات